الكثير يعتبر موضوع التراث شيء صعب تفكيكه، بفضل تفرعاته وتفاصيله وحساسية التعامل معه لأنه موضوع ذو خصوصية كبيرة وأهمية مؤثرة فينا أفرادًا وشعوب استوعبنا من البداية أننا عاجزين نتخلص من ميلنا لموضوع الموروث وكونه شيء أساسي في كل حديث ونقاش ثقافي سواءًا فني أو غيره، وهو نقطة انطلاق أساسية لكل موضوع ممكن نتفرع له مستقبلًا. وعشان كذا رحلتنا هذي المرة للماضي، نقف بين ما كان وما سيكون، وباستيعاب تام ان دروس الشعوب اللي سبقتنا ما توقف عند كونها مواعظ وخبرات حياتيه؛ يمتد تأثيرها الى عناصر بناء التاريخ الشخصي والهوية الفردية.

ما مضى لم يمضِ، مازالت كل غريزة في جسدي مرتبطة بسلسلة التاريخ، وما زلت أبحث عن شاكلة وإمكانيات المستقبل وأتوقع عثراته من خلال الموروث. حياة الشعوب السابقة تعكس اللا مهرب منه; ما سُمع دويه ومازال يتردد صداه بعد وفاة السامعين، وحتى أُعيد إحياء هذه الروابط مع ما سبقني، سأبقى غريب.